أكثـر من ألف عائلة يحاصرها البرد والخوف بـ''محتشد'' الوئام

رغم مرور أربع سنوات على ''حشدها'' فيما أصبح يسمي بحي الوئام أو ''عجلانة'' سابقا، تبقى أحوال أكثـر من ألف عائلة، تم ترحيلها إليه من مختلف الأحياء القصديرية بقصر البخاري بالمدية، غير بعيدة عما كانت تعانيه بأكواخها السابقة في ظل غياب دفء الغاز وتهيئة الأزقة واستفحال الجريمة.
يلجأ سكان حي الوئام الواقع على هامش الطريق الوطني رقم واحد في الضفة الغربية لمدينة قصر البخاري إلى إقتناء قطع البلاستيك، وحتى البحث عنها في المفارغ العمومية من طرف العائلات الفقيرة، لسد الأسقف القرميدية من الثغرات التي تمرر برد الشتاء القارس مباشرة إلى أجسادهم، جراء سوء إنجاز تلك السكنات أو تسليمها لهم غير مكتملة قبل أربع سنوات، خاصة في الجهة الخلفية للحي التي تركت دون أية تهيئة واقتصار عزل الأوحال على الواجهة الأمامية للحي تحسبا لزيارة رئيس الجمهورية أيام وضعه الحجر الأساسي لبناء هذا الحي كـ''نموذج'' لمشاريعه السكنية الهادفة إلى إزالة المجمعات القصديرية بالمدن.
يقول مسؤول جمعية الحي إن أنابيب ربطهم بالغاز الطبيعي قد تم الانتهاء منها منذ أكثـر من عام، إلا أن سونلغاز لا تزال تمتنع عن تركيب العدادات وتموينهم بالغاز ، بسبب اكتشاف الشركة لأربعة نقاط للتسربات عبر الشبكة بعد تجريب أولي دفعت جمعية الحي تكاليفه ''حيث إن سونلغاز تذرعت بعدم امتلاكها لأداة الضخ التجريبية، مما تحتم استئجارها من أحد الخواص على عاتق الجمعية''.
ورغم مرور أربعة أشهر على عملية اكتشاف الخلل في الشبكة، إلا أن الوضعية لا تزال على حالها، ليبقى سكان الحي يتجرعون معاناة البحث عن قارورة البوتان التي يشهد توزيعها تذبذبات حادة مع حلول كل شتاء، يضطر أغلبهم لاقتنائها بضعف سعرها الرسمي، وإلا البحث عن الدفء بالطرق البدائية كالاحتطاب وغيره، خاصة إذا علمنا بأن أكثـر من 300 عائلة من بين الألف التي تقطن الحي، لا تملك أي مصدر للدخل وتعيش في فقر مدقع.
ونظرا لبعد الحي عن مدينة قصر البخاري بأزيد من كيلومترين، فإن السكان يعانون من تردي وضعه الأمني، وتحوله إلى بؤرة للنشاط الإجرامي، من طرف عصابات تتخذ من مواقعه الخلفية منطلقا لاعتداءاتها، حيث لا تزال العديد من السكنات، دون توزيع رسمي، وتم اقتحامها واحتلالها من عصابات تستخدمها لممارسة الفواحش و متاجرة الممنوعات، والتخطيط لصيد الضحايا، خاصة من زوار الحي أو أي عابر تتعرض مركبته للعطل بالطريق الوطني، بل حتى سكان الحي أصبح عليهم التحرك في مجموعات نحو مدينة قصر البخاري كل فجر أو العودة منها كل مغرب.
ليبقى هذا الحي ''المحتشد'' لا يحمل من خصال كلمة ''الوئام'' غير تلك التسمية التي وضعت أساسا للاستهلاك الرسمي بداية إنجازه