كل شيء يباع على الرصيف بقصر البخاري
المستهلكون يشترون سموما بأموالهم
لا يختلف إثنان أن مدينة قصر البخاري بالمدية، أصبحت تحتل الصدارة فيما يخص البيع العشوائي للمواد الغذائية على قارعة الطريق.
فالمتجول عبر أحياء القصر، يدرك مدى تفشّي هذه الظاهرة الخطيرة بكل أبعادها، بعد أن تحولّت إلى هاجس حقيقي لدى المواطن، الذي يجد نفسه في بعض الأحيان مجبرا على اقتناء بعض المواد كالحليب أو الخبز، من قارعة الطريق بعد أن ينفذ من المخابز، التي وجد أصحابها فرصة للتخلص من منتوجهم دفعة واحدة ببيعه لهؤلاء الباعة الطفيليين، وكل ذلك في غياب تام لأجهزة الرقابة.
ففي جولة قصيرة عبر السوق الأسبوعي لمدينة قصر البخاري، لاحظنا أن الجزّارين مازالوا رغم ارتفاع درجة حرارة الجو، يعرضون سلعهم تحت أشعة الشمس المحرقة، خاصة الأحشاء، في حين يعرض الكثير من الباعة مختلف المواد الغذائية السريعة التّلف بنفس الطريقة في الهواء الطلق. والغريب في الأمر، وجود إقبال كبير للمواطنين عليها بسبب انخفاض أسعارها مقارنة مع مثيلاتها في المحلات التجارية، علما أن زبائن هذه الأسواق هم من الفئات المعوزة التي تبحث عن سدّ حاجياتها بأرخص الأثمان.
و مرد هذا الإقبال على ابتياع المواد المعروضة على الأرصفة، غياب ثقافة استهلاكية عند الكثير من المواطنين، وعدم وجود موجهين بشكل مباشر لتعريفهم بالأخطار التي قد تواجههم من جرّاء استهلاك هذه المواد، وكذا غياب حملات توعية سواء من طرف القائمين على القطاع أو الجمعيات المهتمة بحماية المستهلك.