&&AsMaA&& عضو فعال
عدد الرسائل : 1122 العمر : 34 الموقع : KEB العمل/الترفيه : etudiante المزاج : cooooooooooooooool نقاط : 1891 تاريخ التسجيل : 22/08/2010
| موضوع: مقالة فلسفية : هل الانسان حر ؟ الأربعاء 17 نوفمبر 2010 - 23:58 | |
| الطريقة:جدلية.
الدرس: الحرية والتحرر.
الإشكال: هل الإنســان حر؟
إن كلمة الحرية هي من أكثر الكلمات غموضا والتباساً فالشعوب تكافح من أجلحريتها والأفراد لا يتحملون أي حجز على حريتهم الشخصية ومما لاشك فيه أنالحرية هي من أقدم المشكلات الفلسفية وأعقدها فقد واجهت الباحثين من قديمالزمان وما زالت تواجههم إلى يومنا هذا فهي من أكثر المبادئ الفلسفيةاتصالاً بنا بعد الطبيعة فضلاً عن صلتها بالأخلاق والسياسة والاجتماع وقدتناول العديد من الفلاسفة والمفكرين هذا المبحث فمنذ وعي الإنسان لنفسهسعى إلى تحقيق حريته بشتى الوسائل والطرق ولكن جمهور الفلاسفة اختلف فيالإشكالية التالية:هل الإنسان حر أم أن هناك قيود وعوائق تقييد حريته؟.
يرى بعض الفلاسفة الذين يقرون بأن الإنسان حر وهم يستندون في هذا إلى عدةحجج أهمها الحجة النفسية و الذين يرون بأن الشعور بالحرية دليل كاف علىإثباتها فمثلاً ويليام جيمس يرى أن الحرية هي قوام الوجود الإنساني الذيمراده الإدارة الحرة الفعالة فلا نشعر بحريتنا إلاّ ونحن قادرون فعلاً علىالفعل والتأثير أما ديكارت فيقولإننا لا نختبر حرية إلاّ عن طريق شعورناالمباشر)،فهو يرى أننا ندرك الحرية بلا برهان وهو يقول في إننا واثقون منحريقا لأننا ندركها إدراكاً مباشراً فلا نحتاج إلى برهان بل نحدسهاحدساً)،بحيث يرى أن إحساس الإنسان الداخلي بالحرية *الواضح والمتميز* دليلكاف على ذلك ويقول لوسينكلما في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنهليست لي أية قوة عدا إرادتي ومن هنا أشعر شعورا واضحا بحريتي)،أما منالفرق الإسلامية التي تثبت ذلك فالمعتزلة يرون أن تجربة الشعور الداخليةكافية على أننا أحرار يقول الشهر الستاني .( الإنسان يحس من نفسه وقوعالفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن)،ومعناه أن الأفعالالتي يقوم بها إنما يمارسها بإرادته وحسب الظروف التي تلائمه بالإضافة إلىهذا نجد برغسون الذي يميز بين مستويين من الأنا فالأنا السطحي بالنسبة لهيمثل ردود الفعل و الاستجابات العفوية والعادات التي يقوم بها الإنسان تحتتأثير العوامل الخارجية،أما الأنا العميق فهو مصدر الحرية الحقيقي الذيتشعر به عندما نلتزم بإرادتنا واختيار بعيد عن الحتميات لذا نجسد حريتنابعيدا عندما نقف من أنفسنا مواقف نقد وتقييم واعية وبهذه الصورة الواعيةتسمع صدى الحرية الهافت الذي يسري كديمومة مفصلة لا تتوقف،أما أصحاب الحجةالاجتماعية فهم يرون أن الحرية ممارسة فعلية تتجسد في الحياة الاجتماعيةفالآخر هو سبب وجودها ويمكن أن يكون عائقا لها فبدون المجتمع لا يمكن أنتوجد قوانين عادلة تحمي الحريات الفردية فتصبح الحرية مسؤولية لذا فإن كلالمجتمعات تعاقب أفرادها عند مخالفة قوانينها ولا تعاقب الأفعال التي لاقدرة لهم عليها وهذا يعني قدرة الإنسان على الاختيار و بهذا يمكن التكلمعن شخصية بدون مقومات اجتماعية ولا الحديث عن حرية الإنسان المغترب يقولمونيكوالحرية الفعل وفق ما تجيزه القوانين الاجتماعية)،فبدون المجتمع لايمكن أن نتحدث عن المسؤولية بدون حرية الاختيار،أما أصحاب الحجة الأخلاقيةفهي حسب كانط أساس تأسيس أو تحديد الأخلاق فالواجب الأخلاقي يتطلب قدرةللقيام به يقول كانطإذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)،ويقول ]إن إرادة الكائنالعاقل لا يمكن أن تكون إرادته إلا تحت فكر الحرية)،أما أصحاب الحجةالميتافيزيقية فروادها المعتزلة وهم يرون أن الإنسان حر ويوردون حججاً منالقرآن الكريم تنسب إلى الإنسان حريته في اختيار أفعاله يقول الله تعالى.( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،وقوله تعالىفمن يعمل مثقال ذرة خيراًيره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)،فهو بذلك أو ذاك حر مخير،واعتمدوا أيضاًعلى مبدأ التكيف يقول الله تعالىلا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها)،فالتكيفيكون هنا سفها إذا كان(اعمل يا من لا قدرة له على العمل)،ولكن بصيغة(اعمليا من تستطيع أن تعمل)،وبالتالي إمكانية صدور الفعل أو عدمه فهو الاختياروما يبرز هذا هو الثواب والعقاب والجنة والنار فالله لا يحاسبنا علىالأفعال التي لا نكون مسئولين عنها يقول تعالىوما ربك بظلام للعبيد)،ولامعنى للثواب وللعقاب إذا كان المرء مجبراً مكرهاً.
لكن رغم هذه الأدلة والبراهين لم يصمد هذا الرأي للنقد ذلك أنه ما من شكغير كاف كذلك أنه يمكن أن يكون وهما وخداعا لأننا نقوم بأعمال معينة معشعورنا بحريتنا إلاّ أننا مقيدون بعدة أسباب كذلك أن البرهان الاجتماعينائم على الشعور بالحرية أثناء عقد القوانين وقيام الأنظمة الاجتماعيةفالشعور يكفي للتدليل بها فهو يثبتها كما يثبت الحتمية ولا معنى للقانونوالنظام ما لم يعمل به أصحابه وشروطه،أما أصحاب الحجة الأخلاقية فهي قائمةعلى التسليم بالحرية حتى لا تتهدم وفكرة التسليم لا تكفي للبرهنة عليهالأننا نستطيع التسليم بعدم وجودها كما سلمنا بوجودها أما بحث المعتزلة فقدباء منصبا أكثر على الإنسان المثالي المجرد المتصور عقلاً لذلك وضع الحريةفي زمن الفعل في حين أن مشكلة حرية الإنسان الواقعي ومطروحة على مستوىالفعل و مواقف الحياة التي تواجهها واعتمادهم على آيات هذا صحيح.
وعلى عكس الرأي السابق نجد من ينفي الحرية فهم يعتبرون الحرية وهماً لايمكن تحقيقه وإن وجدت فوجودها ميتافيزيقي لا علاقة له بحياة الأفراد وذاكلما يقيدهم من حتميات داخلية وخارجية،فأصحاب الحتمية النفسية ومن بينهمالمدرسة السلوكية الأمريكية وعلى رأسها والن يرون أن السلوك عبارة عنالاستجابات التي تتحكم فيها منبهات داخلية وخارجية كالرغبات والميولاتوالدوافع الفطرية والعوامل الخارجية التي تشكل مصدراً هاماً لأفعالنا،أمامدرسة التحليل النفسي فتفسر السلوك بدوافع لا شعورية أساسها الكبت يقولنتشهإن إرادة تجاوز ميل ما ليست إلا إرادة آدميون أخرى)،ويقول أحدالفلاسفةكل قرار هو مأساة تتضمن التضحية برغبة على مدرج رغبة أخرى)،أماأصحاب الحتمية البيولوجية ونقصد به مبدأ العلمية القائل انه إذا توفرت نفسالأسباب فستؤدي إلى نفس النتائج ومن ثم توسيع هذا المبدأ على الإنسانباعتباره جزءا من الطبيعة فهو حامل منذ ولادته لم*****ات وراثية وخصائصثابتة والطبع في رأيهم تحديد فطري و البنية البيولوجية تنمو وتتكامل حسبقانون معين فهو يخضع لجملة من القوانين حيث نجد الروانيون وكذلك بيسنوزاالذي يقولإن الحرية لا تكون إلا حيث نكون مقيدين لا بعامل القوى والضغوطولكن بعوامل الدوافع والمبررات العقلية...وعندما نجهل دوافع تصرفنا فنحنعلى يقين بأننا لم نتصرف تصرفا حراً)،أما أصحاب الحتمية الاجتماعية فهميؤكدون أن الإنسان مجرد فرد يخضع للجماعة كالعجينة يشكله المجتمع كما يريدوذلك عن طريق التربية والتعليم والتجارب الاجتماعية فلا وجود للحريةالفردية داخل الحتميات الاجتماعية *ثقافية،اقتصادية* والتي لا يمكنه أنيغير فيها مهما حاول ذلك يقول بن خلدونالناس على دين ملوكهم)،ويقولدوركايمإذا تكلم الضمير فما هو إلا صدى المجتمع)،ويقول أيضاًا لست مجبراًعلى استخدام اللغة الفرنسية لكن لا أستطيع التكلم إلا بها ولو حاولتالتخلص من هذه الضرورة لباءت محاولتي بالفشل)،أما أصحاب الحجةالميتافيزيقية فنسبهم إلى جهم بن صفوانلا فعل لأحد في الحقيقة إلاّ للهوحده وإنه هو الفاعل و أن الناس دائماً تنسب إليهم أعمالهم على المجاز كانيقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس وإنما يفعل ذلك بالشجرة والشمسو الفلك الله سبحانه وتعالى)،ويقول أيضاًلا قدرة للعبد أصلاً لا مؤثرة ولاكابسة بل هو بمنزلة الجماد فيما يوجد منها)، إن هذا الرأي عندهم مبني علىأصل عقائدي هو أن الله مطلق القدرة خلق العبد وأفعاله هو يعلمها قبلصدورها من العبد بعلمه المطلق ،بالإضافة إلى هذا نجد لايبنتز الذي يرى أنالإنسان عبارة عن جوهر روماني سماه المنادة يستمد كل مقوماته من ذاته التيأعدت بكيفية آلية مسبقة مثل الساعة،ولما كان الخير والشر مقدر على الإنسانفي طبيعته تركيب روحي فهل بقي ما نسميه اختيار يقول لايبنتزالله مصدر جميعأفعال الإنسان بخيرها وشرها وكل شيء مسطر في سجل الكون الأبدي)،أما أنصارالحتمية الطبيعية فقد اعتبروا أن سلوك الإنسان متدرج فمن سلسلة الحوادثالطبيعية كونه كائن حي كبقية الكائنات الحية وعلى أساس أن الظواهرالطبيعية تخضع لقوانين وحتميات فيزيائية وكيميائية وتؤدي في نفس الوقت إلىنفس النتائج فسلوك الإنسان باعتباره جزءاً منها يخضع لهذه الحتمية حيث يرىبيسنوزا أن الشعور بالحرية ليس وهماً راجع إلى جهلنا بالحتميات كالحجرالساقط يتوهم أنه حر لو كان له شعور لكنه في الواقع خاضع لقانون الجاذبيةيقول بيسنوزاإن الناس يخدعون أنفسهم بأنهم أحرار لكنهم في الحقيقة يحملونالأسباب الحقيقية التي تحدد سلوكهم)،ويرى البعض أن فعل الإنسان ليستعبيراً عن الباحث الأقوى يقول لايبنتزالإرادة إذ نختار تميل مع إحدىالقوى أو البواعث أثر في النفس كما تميل إبرة الميزان إلى جهة الثقل).
إن هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد فبالنسبة للحتمية النفسية فإنالإنسان ليس مجرد حزمة من الغرائز والدوافع فهو قادر على التحكم فيها كماهو ملاحظ في الواقع وبإمكانه تنظيمها وفق نتائج مرغوبة ومقصودة وبدون هذهالرغبات والعادات يصبح لا معنى لأفعالنا فالحرية رغبة وميل ينبثق من كلإنسان أما الحتمية البيولوجية فالإنسان ليس جسما ولا شيئاً من أشياءالطبيعة ولا يرجع سلوكاته إلى التغيرات الفيزيولوجية وحدها فهو قادر علىالتحكم في سلوكه وطبعه ولا يمكن التنبؤ بمستقبل سلوكه أما بالنسبة للحتميةالاجتماعية فالإنسان ليس مجرد عجينة في يد المجتمع فهناك مجالات واسعةبوجودها المجتمع الفرد كي يتمكن من الاختيار الحر لحرية مضمونة فيالقوانين الاجتماعية ولا قيمة لها خارج المجتمع ونلاحظ أن بعض العلماءوالزعماء من أثروا في المجتمع ودفعوه إلى التغيير وليس العكس،أما بالنسبةللحتمية الميتافيزيقية فإن دعواهم أمر مظلل فهي أساس دعوة للكسل والخمولمع وظيفة الإنسان في الكون فهو مخير لا مسير وهذا استناداً لقوله تعالىلايغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم)،أما الحتمية الطبيعية فإن علاقةالإنسان بالطبيعة ليست علاقة تبعية بل بالعكس علاقة جدلية يؤثر فيهاويتأثر بها ويتخذ فيها الأسباب الأساسية لحياته ومن إمكانياتها مصدر تنافسوتفاوت بينه وبين الأفراد كذلك أن الفعل الحر لا ينفي السببية لأنه هونفسه معول بعلة الإنسان.
إن هذه الآراء وجميع الحجج والأدلة المعتمدة لنفي الحرية باسم الحتمية أوإثبات الحرية عن طريق ما نعيشه أو على أساس قوى مفارقة للطبيعة لا يمكن أنتكون كافية، ذلك أن الحتمية لا تنفي الحرية إلاّ ظاهرياً أما جوهرها فهوأساس الحرية وشرط من شروط الحرية الحقة وفي هذا يقول أحد الفلاسفةلا علمبلا حتمية ولا حرية بدون علم إذن لا حرية بدون حتمية)،فلا تحرر إلاّبمعرفة الحتميات والعراقيل وفي هذا يقول مونيإن كل حتمية جديدة يكتشفهاالعالم تعد نوطة تزداد إلى سلم أنغام حريتنا).
وخلاصة القول فإننا نصل إلى نتيجة هي أنه لا يوجد تعارض بين الحريةوالحتمية فلولا وجود هذه الحتميات ما كان للحرية معنى لما ثقفه الإنسانعبر التاريخ لنفسه وبني جنسه فالحتمية أساس وشرط ضروري لتحقيق الحرية | |
|
imane
عدد الرسائل : 48 العمر : 30 الموقع : العمل/الترفيه : طالبة المزاج : bien نقاط : 60 تاريخ التسجيل : 28/05/2010
| موضوع: رد: مقالة فلسفية : هل الانسان حر ؟ الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 16:57 | |
| | |
|
&&AsMaA&& عضو فعال
عدد الرسائل : 1122 العمر : 34 الموقع : KEB العمل/الترفيه : etudiante المزاج : cooooooooooooooool نقاط : 1891 تاريخ التسجيل : 22/08/2010
| موضوع: رد: مقالة فلسفية : هل الانسان حر ؟ الخميس 11 أغسطس 2011 - 16:15 | |
| | |
|